المدير المدير
من : عدد المساهمات : 659 نقاط التميز : 5880 تاريخ التسجيل : 08/05/2009 العمر : 33 الموقع : أغادير
| موضوع: أوباما وداليا مجاهد ورؤيتنا القاصرة الأربعاء 15 يوليو - 8:28 | |
| جاء تجاهل أغلب رموز النخبة المصرية لما قالته داليا مجاهد بشأن برنامج أوباما للاحتفال بذكرى ١١ سبتمبر هذا العام ليعبر عن المنطق نفسه الذى ساد التعامل مع خطاب أوباما فى القاهرة وصار يحتاج إلى مراجعة جدية.
فالذين قللوا بالمطلق من ِشأن خطاب أوباما فى القاهرة قالوا إنه مجرد «علاقات عامة» لا يحمل «أى جديد» ولا يعنى تغييرا فى الأفعال. أما ما قالته مستشارته مجاهد فقد تم تجاهله أو التقليل من شأنه ولم ينتبه الكثيرون إلى أن ما ذكرته بشأن ١١ سبتمبر هو من «الأفعال» التى يبحثون عنها!تفصيل ذلك أن الذين اعتبروا خطاب أوباما مجرد كلام جميل تعاملوا فى الحقيقة مع الخطاب بشكل مقطوع الصلة تماما عن سياقه. فأوباما جاء إلى الحكم بعد أعوام ثمانية نجح خلالها المحافظون الجدد فى تغيير منطق الخطاب الرسمى الأمريكى ومفرداته بشأن العالم العربى. فقد تبنت أمريكا فى عهد بوش خطابا بنى على فكرة مؤداها أن المشكلة فى المنطقة ليست الاحتلال والعدوان وإنما هى المجتمعات العربية نفسها التى تعانى القمع والعوز والتخلف، الأمر الذى جعلها مصدرا لتفريخ الإرهاب والحقد على المجتمعات المتقدمة.
ومن هنا صار لسان حال الخطاب الأمريكى بعد أحداث سبتمبر يقول «أنتم المشكلة» فالولايات المتحدة بريئة تماما وليست مسؤولة بحال عن أسباب التوتر فى العلاقة.
ابحثوا داخل مجتمعاتكم عن أسباب التوتر فهى نفسها أسباب فشلكم. وخطورة هذا النوع من الخطاب هى أنه كان يكرس لدى العقل الجمعى الأمريكى صورة عن عالمنا تعطى لصانع القرار شيكا على بياض للعدوان دون حاجة لإقناع الرأى العام. وفى ظل هيمنة مثل هذا الخطاب يستحيل على أوباما أو غيره تغيير السياسة، إذ عليه أولا تفكيك ذلك الخطاب وتهميشه فى الداخل الأمريكى نفسه. وهذا بالضبط هو ما يفعله أوباما والبداية كانت خطاب القاهرة.
يومها، قدم الرجل رؤية مغايرة، فهو لم يقل إن المشكلة فى مجتمعاتنا التى أفرزت تطرفا طال أمريكا «البريئة»، بل ذكر أسبابا بعينها وحمل الغرب وبلاده جزءا من المسؤولية. بعبارة أخرى، كان خطاب أوباما الخطوة الأولى نحو تفكيك الصور والدلالات التى كانت عصابة بوش قد نجحت فى تكريسها فى العقل الجمعى الأمريكى، مستغلة أحداث سبتمبر.
لكن أوباما قام أيضا بتحويل تلك الرؤية إلى «فعل» أشارت له مجاهد. فقد أطلق الرئيس الأمريكى برنامجا جديدا باسم «نخدم معا» دعا فيه الأمريكيين بكل طوائفهم إلى الخدمة التطوعية «لمواجهة التحديات المختلفة التى تواجهها البلاد». وذكر البيت الأبيض على موقعه الإلكترونى أن البرنامج سيستمر طوال الصيف وحتى يوم ١١ سبتمبر الذى سيلقى فيه أوباما خطابا للاحتفاء بالبرنامج، ولإعلان ذلك اليوم عيدا وطنيا لـ«الخدمة العامة وتذكر الشهداء».
ولا يجوز فى الواقع تجاهل تلك الخطوة أو التقليل من شأنها. فرغم أن مجاهد وصفت البرنامج بأنه يهدف لدمج المسلمين الأمريكيين فإن ما لم تقله- بحكم موقعها- هو أن تلك خطوة تعيد تعريف ١١ سبتمبر أصلا وتسعى بذكاء لفك الارتباط بين الإسلام والإرهاب.
فبدلا من أن يظل ١١ سبتمبر يوما يتذكر فيه الأمريكيون «اعتداء المسلمين» عليهم، يحوله أوباما إلى يوم لخدمة أمريكا من كل أبنائها ولتذكر شهدائها. ولا يمكن تجاهل شجاعة أوباما فى الإقدام على خطوة كهذه فى مجتمع لا يزال ينضح فيه خطاب خصومه بالعنصرية تجاهنا بل تجاهه هو شخصيًا.
* نقلاً عن "المصري اليوم"
| |
|
bigfatal عضو مبتدئ
عدد المساهمات : 312 نقاط التميز : 5648 تاريخ التسجيل : 17/05/2009
| موضوع: رد: أوباما وداليا مجاهد ورؤيتنا القاصرة الأربعاء 15 يوليو - 17:11 | |
| | |
|