المدير المدير
من : عدد المساهمات : 659 نقاط التميز : 5880 تاريخ التسجيل : 08/05/2009 العمر : 33 الموقع : أغادير
| موضوع: مكالمة مسجلة! الأربعاء 15 يوليو - 8:44 | |
| تهاني الموظفة في أحد البنوك العربية في الرياض بحسب ما تصف المكالمة تتصل بعميل، يتسلم راتبه التقاعدي من خلال حساباً بنكياً لديهم. فيردّ عليها رجل، تسأله الموظفة: حضرتك عميل لدينا؟ فيصرخ بنبرة مسرحية: لا لست بعميل أنا العبد الموحد لله القهار. تقول الموظفة: عفواً، أقصد أنك تتعامل مع البنك؟ فيصرخ بطريقة شكسبيرية: لا، لا. هم من يتعامل معي. هم من يحتاج إليّ، البنك بُني على رواتبنا، هذا البنك القائم على الربا وأنت تحملين راية الربا معه، ويريدون تحطيم المجتمع من خلالك، لأنك مسلمة، ونحن مجتمع قوي بعقيدته، ثم يستمر في خطبة عصماء مليئة بالتناقض نفهم منها أنه يتهم البنك بأنه ربوي، لكنه غاضب لأنه تقدم قبل أيام ليحصل على قرض ورفضوا، ثم يقول من أول المكالمة إنه يرفض الحديث مع امرأة لكنه يطيل المكالمة ساعة ليخطب فيها، الموظفة تلتزم بآداب الحديث المهني بثبات، وهو لا يلتزم بأي آداب، فهو يقول لها مثلاً: اسمحي لي يا أخت تهاني، أنا أشعر أن الحواجز أزيلت بيننا، فهو يفهم أن مجرد اتصال امرأة به هو سقوط لكل الحواجز. ظلت الموظفة تتحدث معه بمهنية عالية، ترفض الخوض بما هو خارج العمل الذي جاءت من أجله، لكنه يستمر بخلط حديثه بين مفردات عامية مثل: «انطلي عليهم بطاقتهم و روحي لبيت أهلك»، ومرة كلمات رومانسية يقول فيها: إن عذوبة المرأة في جلوسها في البيت - لم يقل قيمتها ولا كرامتها - ثم يضع نفسه طرفاً في علاقة حميمة معها حين، يقول: «لو جئت أخطبك وعرفت أنك تعملين في بنك فعلى الفور سأعرف أنك تحادثين الرجال، فكيف أنام معك في فراش».
هذه الذهنية التي تعيش في جحيم أن العالم ينهار بسبب سماع الرجل لصوت امرأة، تعكس اضطراباً نفسياً حاداً ليس فقط في خطابه بل في شخصيته، ذهنية تزدحم بنصوص محفوظة ومرتبكة يستخدم خطاباً مسيساً، ويرى أنه مصدر الحقيقة الواحدة، ولا يستطيع التفكير بغيرها، أولها أنه أعلى شأناً من هذه الموظفة لأنها امرأة، فليس مهماً أنها تعمل وهو متقاعد، وأن راتبها أعلى من راتبه التقاعدي، وأن خطابها ثابت وخطابه مرتبك. لم يراجع نفسه حين لمس قوتها ونضجها أمام خطابه الذي غازل فيها عذوبتها وحاول إحراجها بتلويحه برغبات الذكور وشهواتهم، في صوتها. ظلت تهاني ثابتة وهو المهتز، وحين قاطعته، لأنه خرج كثيراً عن موضوع القرض، وقالت له يااستاذ: تملكه الغضب، وكشف عن الصفة التي يرتضيها لنفسه فقال، نحن المجاهدين، الارهابيين، سنقصف... ونقصف... وسمى كل ما يفعله الارهابيون عادة، فحجب ما بقي من المكالمة، وانتهت المكالمة بواحد صفر لصلاح تهاني.
* نقلاً عن "الحياة" اللندنية
| |
|
bigfatal عضو مبتدئ
عدد المساهمات : 312 نقاط التميز : 5648 تاريخ التسجيل : 17/05/2009
| موضوع: رد: مكالمة مسجلة! الأربعاء 15 يوليو - 16:50 | |
| | |
|