هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 2-« الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات »

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
slam
عضو متطور
عضو متطور



عدد المساهمات : 464
نقاط التميز : 5864
تاريخ التسجيل : 11/05/2009

2-« الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات » Empty
مُساهمةموضوع: 2-« الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات »   2-« الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات » Emptyالخميس 21 مايو - 5:58

الأسباب المباشرة للأزمة

أي الثانوية من حيث الجوهر، قدم لنا الإعلام أن أهمها كان أزمة الرهن العقاري. من حيث الجوهر يقدر حجم كل العقارات في أمريكا منذ نشوئها وحتى اللحظة بـ 50 تريليون دولار، قام غرينسبان (مدير المركز الاحتياطي الفدرالي آنذاك) بفتح الباب أمام البنوك لإعطاء القروض بتسهيلات كبيرة ودون ضمانات، وكانت القروض بحجم 150 تريليون دولار، لكن لماذا؟ هل كان ذلك مصادفة؟ أم أن غريسبان، مدير المصرف الاحتياطي الفدرالي السابق، يعلم كمية النقود المطبوعة، ويعلم أن الكتلة الدولارية الفائضة معرضة للانكشاف ما لم يتم ضخها في السوق الداخلية الأمريكية ريثما تتم تغطيتها لاحقاً من موارد النفط الذي سيتم الاستيلاء عليه عسكرياً؟! لقد اضطر غرينسبان أمام لجنة التحقيق في الكونغرس أن يقول "كان هناك خطأ في المنظومة" لكن الأمر ليس خطأً في المنظومة، بل هو لعبة ملعوبة ومقصودة لكن حساباتها لم تصب كما كان متوقعاً ومطلوباً.

آلة الطباعة.. والإدمان.. والحرب!!

إذاً، أزمة الرهن العقاري مع عدم قدرة الأمريكيين على حماية الدولار قامت بتحفيز انفجار الأزمة لكنها ليست سبب الانفجار، ويضاف إلى الأسباب المباشرة كلفة حرب العراق، فحسب جوزيف ستيغلس إن كلفة حرب العراق حتى الآن هي 3 تريليون دولار أضيفت إلى الدين العام، وبرأي الخزانة الأمريكية منذ بداية عام 2000 إن الدين العام الأمريكي سيبلغ حجمه في آذار من 2008 8.4 تريليون دولار، وبرأيها أيضاً أن هذا الحجم لا يمكن خدمته، وبالتالي ستنفجر الفقاعة التي خلفها تضخم حجم الكتلة الدولارية إلى 600 تريليون حول العالم، كان رأي الخزينة أن الأزمة ستنفجر في آذار من 2008 لكنها انفجرت في أيلول 2008 وليس على النسبة المتوقعة نفسها بل على نسبة 10 تريليون دولار، وهي اليوم 13 تريليون دولار! لأن هذا الضخ للأموال في المصارف والمؤسسات المالية زاد في الدين العام بشكل هائل جداً، فالحكومة الأمريكية تقوم بطبع أموال وتضخها في شرايين هذه المؤسسات، وهذه الأسباب المباشرة هي أسباب ثانوية ظاهرية وهي تعبير عن الأزمة الأساسية، أي عن وجود كتلة نقدية كبيرة أصبح الأمريكيون غير قادرين على حمايتها بالأصل. والآن السؤال هو لماذا لم يعد الأمريكيون قادرين على حماية هذه الكتلة النقدية اليوم؟ ببساطة كان الأمريكيون يحمون دورهم سابقاً عبر غزو مناطق جديدة دولارياً، فحين سقط الاتحاد السوفييتي قاموا بغزوه دولارياً وكذلك جنوب شرق آسيا والصين.. الخ، لكن العالم امتلأ بالدولار ولم يعد هناك مناطق قابلة للغزو دولارياً، وفي الوقت نفسه ما تزال آلة الطباعة تعمل بالسرعة السابقة نفسها بسبب الإدمان، بل إن الأمور أصعب من هذا فبعد تغطية العالم دولارياً ظهر اليورو في بداية 2002 ليطرد الدولار من أهم المساحات التي كان يسودها في عمليات التبادل، وتبع ذلك وقوف الروبل الروسي على قدميه ليطرد الدولار من مساحة أخرى هامة، تلاه وقوف اليوان الصيني والأمر نفسه، وبذلك لم يتوقف انتشار الدولار جغرافياً، بل بدأ الدولار عملية انكفاء وانحسار جغرافي على الصعيد العالمي.

11 أيلول.. محاولة إنقاذ الدولار
يقول د. جميل:«تنبأت أربعة معاهد عالمية صيف العام 2001 بوقوع حدث كبير قبل نهاية 2002 يكون بمثابة ذريعة لإنقاذ الدولار من أزمته المتفاقمة، وحددوا فترة وقوعه بين 15 آب و15 تشرين الأول، حيث توقعوا أن يضطر الدولار في هذه الفترة للدفاع عن نفسه مقابل خطر مقبل، لكن ما السبب؟ إنه ببساطة ظهور
«تنبأت أربعة معاهد عالمية صيف العام 2001 بوقوع حدث كبير قبل نهاية 2002 يكون بمثابة ذريعة لإنقاذ الدولار من أزمته المتفاقمة، وحددوا فترة وقوعه بين 15 آب و15 تشرين الأول، حيث توقعوا أن يضطر الدولار في هذه الفترة للدفاع عن نفسه مقابل خطر مقبل، لكن ما السبب؟ إنه ببساطة ظهور اليورو بكامل حجمه في 1/1/2002، وكان البنك الدولي قد طلب من الحكومة الأمريكية في حزيران 2001 أن تخفض قيمة الدولار 40% بالتدريخ بنحو 5 إلى 6% شهرياً كي لا يتلقى صدمة هبوط مفاجئة، أي طلب من الحكومة الأمريكية الانتقال إلى سياسة الدولار الضعيف. لكن أياً من هذا لم يحدث، بل جاءت أحداث 11 أيلول 2001 التي كانت المبرر للخروج إلى الحرب من أجل السيطرة على موارد الطاقة وإنهاء الأزمة الأمريكية، كضربة استباقية عسكرية للأزمة الاقتصادية المتوقع انفجارها في 2008، ولو تحقق الهدف الاستراتيجي العسكري المطلوب من «الغزوة» التي بدأت في 2001 لكان إنقاذ الدولار قد تحقق، لكن الذي حدث فعلاً ما يسمونه في العلوم العسكرية اليوم بـ«المقاومة المبعثرة» والتي تتم في كل في العراق ولبنان وفلسطين... والتي استطاعت كبح أكبر قوة عسكرية موجودة في التاريخ.
إن ما أصاب الأمريكيين فعلياً، هو أنه من المفترض أن ينتهي المخطط العسكري الاستراتيجي الذي أسمته الآنسة رايس بالشرق الأوسط الكبير والذي أسموه بالفوضى الخلاقة، كان المفترض أن ينتهي في 2008 قبل انفجار الأزمة، لكن بفعل الظروف لم يسر المخطط العسكري الاستراتيجي كما اشتهوا، ولم ينتهِ في وقته المحدد، فانفجرت الأزمة، وأصبحوا يعيشون الآن في أزمتين؛ الأزمة الاقتصادية وانفجارها، وأزمة عدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية العسكرية حسب الخطة الأولى التي وضعها بوش. لذلك فهم اليوم في وضع لا يحسدون عليه!.

إلى أين تتجه الأزمة؟

إلى أين تتجه الأزمة؟ لكي نتمكن من الإجابة على هذا السؤال، يجب علينا أن ندرس الأزمات السابقة، ولدينا في القرن العشرين أزمتين؛ الأزمة التي سببت الحرب العالمية الأولى، والأزمة التي سببت الحرب العالمية الثانية، وإذا درسنا مراحل تطور الأزمتين الأولى والثانية نجد أن المشترك بينهما هي الأمور التالية:
استمرت المرحلة الأولى لهما من سنة إلى سنتين وشهد فيها الاقتصاد إرهاصات الأزمة، أي ارتفاع درجة حرارة الاقتصاد وارتفاع ضغطه إلى جانب مظاهر أخرى مختلفة مثل ارتفاع البطالة وانتحار رجال الأعمال الأمريكيين قفزاً عن ناطحات السحاب (التي تبين أن لها فائدة بشكل ما)، وبدأت الاضطرابات الاجتماعية التي استمرت ثلاث سنوات قبل إصابة الاقتصاد الأمريكي في 1932 باحتشاء في أوعيته وشرايينه بكل معنى الكلمة، بعد ذلك خرج الأمريكيون إلى الحرب التي كانت بمثابة جهاز إنعاش أخرج الاقتصاد الأمريكي من احتشائه، وبنهاية الحرب التي تمثل التعبير الأقصى عن التناقضات في هذه المنظومة، ظهر أن المنظومة باتت ضعيفة وتحتاج إلى بدائل، ولذلك ليس مصادفة أن تكون الأزمة الأولى والحرب العالمية الأولى أنتجتا الاتحاد السوفييتي، وليس مصادفة أن الأزمة الثانية والحرب العالمية الثانية أنتجتا منظومة الدول الاشتراكية، أي أن الأزمات أنتجت نقيضاً للنظام، ونحن اليوم نعيش الأزمة الثالثة من حيث التسلسل الزمني، ولا بد هنا من لفت النظر إلى قضية بسيطة وهي أن الأزمة الأولى أخرجت سدس البشرية من النظام الرأسمالي العالمي، والأزمة الثانية أخرجت ثلث البشرية (سدسيها) من هذا النظام، فما هي العلاقة بين الأزمتين الأولى والثانية بالتسارع؟ إنها الضعف في ظرف 20 عاماً!. نحن اليوم في الأزمة الثالثة، وهناك قانون يفعل فعله في هذا الاتجاه!.
كانت الرأسمالية في الأزمات السابقة تستطيع الخروج من الأزمة وقد خرجت مرتين، لكن يجب ألاّ ننسى أن ثمن الخروج من الأزمة الأولى كان 15 مليون إنسان، وأن ثمن الخروج من الثانية كان 55 مليون إنسان، والآن حين يسأل البعض عن وجود إمكانية للخروج من الأزمة الثالثة، فإن الجواب هو نعم، يمكن الخروج، ولكن ما هو الثمن لذلك، كم مئة مليون سيكونون ثمن الخروج من الأزمة الثالثة؟!.

الحرب.. الرئة الحديدية للرأسمالية

يمكننا الاتفاق الآن على أنه لا يوجد مخرج اقتصادي بالمعنى البحت من هذه الأزمة، والمخرج الموجود هو سياسي عسكري، وأنا هنا لا أنفي عن الرأسمالية قدرتها على تجديد وإصلاح نفسها، ولكن كيف، وعلى حساب ماذا؟! وهل ستسمح البشرية لنفسها بأن تتحمل أثمان جديدة تطلبها الرأسمالية للخروج من أزمتها؟!
قال إنجلز في أواخر حياته جملةً أعتقد أنها أصبحت حقيقة قال إن الحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية، واليوم اسمحوا لي بالقول إن إنجلز أصبح على خطأ، فالرأسمالية لم يبق منها سوى هذه الرئة الحديدية، فقد أصبحت نظاماً مشوهاً، أعضاؤه غير متناسبة فصار كله رئةً حديديةً.
لقد رأينا المشترك بين الأزمات، لكن بماذا تختلف هذه الأزمة عن سابقاتها؟ كانت الحرب سابقاً تتم في حدود الرأسمالية التي كانت سائدةً في قارة أو قارتين، لذلك كانت الحرب تجري في مكان واحد أو مكانين، فالحرب العالمية الثانية عملياً لم تخرج من الحدود الأوروبية ولامست أطراف شمال إفريقيا وبعض أجزاء آسيا، لكنها كانت محدودة بالمعنى الجغرافي ويقال عنها عالميةً، لأن قوى كبرى عالمية شاركت فيها، لكنها لم تكن عالمية بمعنى أن كل القارات شاركت فيها، وهذا ينطبق على الحرب العالمية الأولى. لكن ما هي حدود الحرب الجديدة التي تستطيع إخراج الرأسمالية من أزمتها؟!
استطاعت الدول الرأسمالية في الحرب الأولى التخلص من الأزمة عبر إعادة توزيع المستعمرات فيما بينها، وفي الحرب الثانية توازعت الدول الرأسمالية الأسواق مغيرين الشكل الظاهري من الاحتلال المباشر إلى الاحتلال الاقتصادي، وفي القرن العشرين قاموا بإعمال آلية هامة هي نظام البورصات وهي شكل من أشكال الاحتلال لأنها آلية شفط للثروات. لكن أين ستتوسع الدول الرأسمالية الآن؟ أين ستذهب الحرب؟ هناك فكرة هامة بهذا الخصوص، كان المخرج دائماً بعد كل حرب هو التوسع بالمعنى الجغرافي ليس فقط للدولار بل للاقتصاد الرأسمالي ككل، كان هذا التوسع قادراً على حل الأزمة، بغض النظر عن أعداد ونسب الضحايا، كان توسع النظام ينقذ النظام من أزمته السابقة، أما اليوم فقد انتهى التوسع إذ ليس هناك بقعة على الكرة الأرضية، اللهم باستثناء كوريا الشمالية وكوبا، لا يوجد فيها رأسمالية، لذلك أعتقد أن الأزمة الحالية تختلف عن الأزمات السابقة لأنها واسعة النطاق، ناهيك عن أن حروب الأزمات الماضية كانت تجري بأسلحة تقليدية وبين الكبار وحدهم، فهل من الممكن اليوم أن تجري حروب للكبار لكن بأسلحة ذرية؟ هذا الأمر غير مرجح بل المرجح والذي يتم الحديث عنه هو أن الحروب الجديدة بين الكبار ستجري على أراضي الغير على مساحات واسعة من أجل السيطرة على الموارد وتخفيف عدد البشر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
2-« الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات »
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: علوم وثقافة :: شؤون الدراسة والمناهج التعليمية-
انتقل الى: