طلبت الحكومة العراقية
السبت 4-7-2009 من الولايات المتحدة عدم التدخل في سياستها الداخلية، وذلك
غداة تحذير شديد اللهجة وجهه نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى مسؤولي
هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح للقناة
التلفزيونية العراقية العامة ان على نائب الرئيس الامريكي ان ينقل الى
الرئيس باراك اوباما رغبة العراقيين المشتركة في حل امورهم في ما بينهم.
ورفض المتحدث ان يتدخل اطراف اخرون في الشؤون العراقية، محذرا من ان ذلك سيعقد الامور ولن يحل شيئا.
وشدد الدباغ على ضرورة ان ينقل نائب الرئيس الامريكي جو بايدن هذه الرسالة المهمة.
وضاعفت واشنطن ضغوطها على السلطات العراقية على خلفية عدم احراز تقدم سريع على الصعيد السياسي بعد تحسن فعلي للوضع الامني.
ووجه بايدن الجمعة تحذيرا غير مسبوق في بغداد خلال اجتماعه بالمسؤولين
العراقيين، وبينهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيتوجه قريبا الى
الولايات المتحدة.
وقال مسؤول امريكي رفيع يرافق بايدن "اذا تجدد العنف فهذا الامر سيغير طبيعة مهمتنا. لقد كان (بايدن) مباشرا جدا حول هذه النقطة".
واكد المتحدث باسم الحكومة العراقية ان بلاده تريد علاقات جيدة مع
الولايات المتحدة، مشددا على ان العراقيين يشاطرون الامريكيين قلقهم.
لكنه تدارك ان في امكان العراقيين حل مشاكلهم في ما بينهم بما ينسجم مع
الدستور وبالتفاهم بين المجموعات العراقية، وخصوصا في ما يتعلق بالعلاقات
بين المنطقة الكردية ووسط البلاد.
ويثير الامريكيون خصوصا مشكلة مدينة كركوك واندماج مختلف المجموعات
القومية والدينية في المجتمع العراقي وتعزيز المؤسسات الحكومية وقانون
توزيع الثروات النفطية الذي لم يتم التصويت عليه حتى الان.
وكركوك التي تعوم على ثروة نفطية كبيرة، هي في صلب معركة بين الاكراد
الراغبين في الحاقها باقليم كردستان والسلطة المركزية التي ترفض تماما هذه
الفكرة.
واجتمع بايدن مع القوات الامريكية التي تستعد للاحتفال بعطلة عيد
الاستقلال في اليوم الثالث من زيارة استخدمها في حث السياسيين العراقيين
على بذل مزيد من الجهد من اجل مصالحة الفرقاء المتنافسين.
وترأس بايدن الذي طلب منه الرئيس الامريكي باراك اوباما القيام بدور رئيسي
في تنسيق السياسة الامريكية العراقية مراسم منح الجنسية الامريكية الى 237
جنديا من 59 دولة اثناء اداء القسم.
ومازالت بغداد تتعرض لعاصفة رملية أدت الى توقف رحلات الطيران وأجبرت
بايدن على الغاء زيارة مقررة الى اقليم كردستان العراقي للاجتماع مع
الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي ورئيس كردستان مسعود البرزاني.
وانسحبت القوات الامريكية من البلدات والمدن العراقية في الاسبوع الماضي
بموجب شروط اتفاقية امنية ثنائية تمهد الطريق الى انسحاب امريكي كامل
بحلول عام 2012 مما زاد القلق من ان العراق لم يحقق تقدما سياسيا كافيا
لمنع وقوع مزيد من القتال.
وتراجع العنف بشدة لكن مازالت توجد انقسامات حادة بين الغالبية الشيعية
والاقلية السنية والاكراد والاقليات الاخرى التي يخشى البعض من انها تهدد
استقرار العراق في المستقبل.