المدير المدير
من : عدد المساهمات : 659 نقاط التميز : 5884 تاريخ التسجيل : 08/05/2009 العمر : 33 الموقع : أغادير
| موضوع: مشاورات التأليف تحكمها 3 ملفات: التوطين والقرار الظني وفك ارتباط سوريا بإيران الأربعاء 15 يوليو - 8:47 | |
| ليست المرة الاولى يمر الوضع السياسي بمرحلة جمود واضحة المعالم، تعقب خضة كبيرة كالانتخابات النيابية. لكنها من المرات النادرة التي يخفي فيها تشكيل الحكومة عناوين أكبر بكثير من تلك المعلنة، وتتعدى الطابع الداخلي البحت للأزمة.
ومما لا شك فيها انه مقارنة بالمراحل التي عاشها لبنان حتى خلال الوجود السوري، فان تشكيل الحكومة يترافق مع جمود كامل على مستوى مجلس النواب الذي فقد حيويته منذ اليوم الاول لجلسة انتخاب رئيسه، مع ما رافق ذلك من ملابسات، وصولا الى بهتان الحركة النيابية المعطَّلة حتى اشعار آخر، مع استحالة انعقاد أي جلسة في غياب الحكومة الفعلية، واكتفاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بتصريف الاعمال بالحد الادنى.
وفي ما خلا التحرك التقليدي الذي يقوده عدد محدد من نواب الاكثرية والمعارضة حول تشكيل الحكومة، يبدو مجلس النواب كأنه خنق في مهده، ولم يتح له المجال للاقلاع ، الامر الذي يحاول الرئيس نبيه بري تطويقه بعقد لقاءات نيابية دورية ، لتعويض الشلل المبكر الذي اصاب المجلس في أول انطلاقته. وخصوصا ان الملفات المتراكمة تضيع بين حكومة تصريف الأعمال ولجان نيابية انتهت مهمتها.
وكذلك فإن مشاوارت تشكيل الحكومة لم تعد محصورة في الاطار الداخلي وتوزيع الحصص والتفاهمات حول الحقائب السيادية والخدماتية، خلافا لما حصل على سبيل المثال مع تشكيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الحالية، التي لم يمر يوم واحد من دون حملة اعلامية واخذ ورد حول احقية هذا الطرف او ذاك بحقائب العدل والمال والخارجية والاتصالات وغيرها. لكن ما يجري حالياً أبعد بكثير من مجمل هذه المشاورات، ولا يخفي أي طرف سياسي، من الاكثرية او المعارضة، تأكيده ان ما من حلقة سياسية او اجتماع تطرق حتى الساعة الى توزيع الحقائب الوزارية. ويتجاوز هذا التريث في مقاربة الحصص الحكومية انتظار استكمال المشاورات حول اعطاء الثلث المعطل او عدمه، الى الرغبة في استكشاف آفاق المرحلة المقبلة في ما يتعلق بعناوين ملفات ثلاثة تنعكس خطورتها وأهميتها على الوضع اللبناني، وتتعدى الشروط السورية بزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لسوريا او الثلث المعطل.
الملف الاول يتعلق بترقب المفاوضات العربية الداخلية الهادفة الى اعادة سوريا الى الدائرة العربية وفك ارتباطها مع ايران. وفي رأي مصادر سياسية مطلعة على هذا الملف، فان ثمة اعتقاداً سعودياً ان نجاح الاكثرية في الانتخابات النيابية، بما يعني فشل مشروع ايران في تثبيت اقدامها عند المتوسط، يقنع سوريا بالتخلي عن صلاتها الوثيقة بايران، والعودة مجددا الى الفلك العربي. ويرافق هذا السعي تكثيف التحرك العربي في شأن الوضع العراقي، ومحاولة عزل طهران عن الساحة العراقية. وما عودة التفجيرات، سواء التي تستهدف المسيحيين او الاميركيين، الا حلقة في مسلسل قد لا ينتهي قريبا، ويساهم في زيادة الترقب العربي لانعكاس المحاولات الاميركية لفتح حوار مع ايران، وهو ما لا يمكن حتى الان التكهن بنتائجه المجدية.
اما الملف الثاني فهو عودة الحديث عن المحكمة الدولية وسط ترقب داخلي لمضمون القرار الظني. وفي اعتقاد المصادر السياسية، فإن المحاولات الحثيثة التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط في عقد لقاءات توفيقية، واستعداد الحريري لزيارة سوريا وتخطيه مرحلة عام 2005 بكل مفاعيلها وتداعياتها، لا تلغي واقع ان ارتدادات القرار الظني لن تكون سهلة على لبنان. وفي اعتقادها ان عودة الكلام المتكرر في اكثر من وسط سياسي، عن التقرير الذي نشرته مجلة "در شبيغل" الالمانية حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ليس امرا بسيطا، وهو كاف وحده لاثارة مخاوف على مستقبل الوضع اللبناني، وهذا يشكل ابرز تحديات تأليف الحكومة الجديدة وطريقة مواجهتها للقرار الظني المرتقب. وفي رأي قيادات في 14 آذار، فان السؤال المتداول هو: الى أي مدى يمكن لأي طرف، حتى في الاكثرية، ان يتخطى القرار الظني لمصلحة وحدة البلد وتطويق تداعياته عبر رفض القرار الظني او حتى اعتباره مسيسا، اذا كان يستهدف أي فريق لبناني داخلي؟ وفي رأي المصادر، فان المشاورات حول تأليف الحكومة تقف حاليا عند عتبة القرار الظني وسبل تطويق تداعياته بحسب ما تقتضيه الرياح الاقليمية.
اما الملف الثالث فيتعلق بالتوطين، وبعيدا عن أي شعارات مرفوعة وكلام اصبح من ادبيات الخطاب السياسي اللبناني، حول حق العودة. فالضغط الذي تقوده الولايات المتحدة حول السلام في الشرق الاوسط ومعاودة المفاوضات يحتم تلقائيا فتح ملف الوجود الفلسطيني في الشتات. ولبنان معني اولا وأخيرا بهذا الملف بما يتعدى تبني جميع الافرقاء رفض التوطين. وترى المصادر ان ثمة استحقاقا داهما لا يجوز التهاون فيه، وسط تقلبات الوضع في المنطقة وانفتاحها على كثير من التحديات في ملف المفاوضات. والساحة اللبنانية عرضة مجددا لان تكون فريسة سهلة في ملف التوطين، واي مقاربة حكومية له لا بد ان تنطلق من حكومة موحدة ومن قدرة على الافادة من الاتصالات الخارجية، لتطويق أي تداعيات حول هذا الموضوع. وخصوصا ان عددا من الدوائر الغربية وضع اخيرا امام قيادات لبنانية مهتمة معطيات تنذر بوجوب التحوط لاي مفاوضات تجرى وتتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان. وهذا يقتضي الابتعاد عن المناكفات الداخلية والشعارات الفارغة والانصراف جديا لمقاربة حقيقية لهذا الملف.
* نقلاً عن "النهار" اللبنانية
| |
|
bigfatal عضو مبتدئ
عدد المساهمات : 312 نقاط التميز : 5652 تاريخ التسجيل : 17/05/2009
| موضوع: رد: مشاورات التأليف تحكمها 3 ملفات: التوطين والقرار الظني وفك ارتباط سوريا بإيران الأربعاء 15 يوليو - 16:50 | |
| | |
|