فلورانس رينال، صحافية
إذا ما كانت الرغبة التي يبديها الكثيرون في استكمال الدراسة في فرنسا قوية، فإن إعداد مشروع الدراسة عندما يكون المرء على بعد آلاف الكيلومترات من الدولة الفرنسية يمكن أن يثبط همة أكثر الطلاب حماسًة: فما السبيل إلى الاسترشاد وسط فيض برامج الدراسة العديدة المقترحة؟ وما السبيل إلى التسجيل واتخاذ تدابير الإقامة؟ يجب ألا تصيبكم كل هذه الأمور بالذعر، فهناك أجهزة قد وُضعت لتذليل هذه العقبات جميعها من أجل توفير مسار دراسي ناجح.
"لقد قررت أن أسافر إلى فرنسا من أجل الدراسة!". إذا ما كان هذا هو قرارك، فعليك أن تتبع الإرشادات التالية. أول خطوة هي اختيار التأهيل الدراسي المناسب. ولتسهيل هذه المهمة، وضعت وكالة "إيدوفرانس" Edufrance (انظر الإطار)، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام عن برامج التعليم والمهن (Onisep)، نظام توجيه على شبكة الإنترنت ينطوي على 22 ألف برنامج دراسة عليا
www.edufrance.fr www.edufrance.net). وهناك موقع آخر يتضمن معلومات مهمة تابعة لوكالة "إيجيد" Egide يشمل مجموع العرض التعليمي الفرنسي (
www.egide.asso.fr).وللتعرف على مزيد من المعلومات حول البرامج الدراسية الفرنسية أو نمط الحياة في فرنسا، يمكن للراغبين إجراء زيارة قصيرة إلى أحد فروع وكالة إيدوفرانس التي تضع العديد من الوثائق (كتيبات إرشادية ومعلومات موجزة عن مختلف الكليات وفهارس بهواتف وعناوين الجهات المعنية…) في متناول الجميع. ومن الممكن للراغبين أيضًا تحديد موعد مع أحد المستشارين الذين يستطيعون تقديم النصح للطلاب ومساعدتهم في اختياراتهم النهائية. وللطلاب الذين قد تعترضهم عوائق تحول بينهم وبين إجراء زيارة مباشرة إلى أحد هذه الفروع، فإن بمقدورهم مطالعة موقع وكالة إيدوفرانس (الذي يقدم محتواه في خمس عشرة لغة) وكذلك مواقع أخرى مرتبطة به. من جهة أخرى، تتولى الوكالة الرد على الرسائل الإلكترونية في غضون 72 ساعة باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.
Photo : Photononstop
هناك وسيلة أخرى للاستعلام عن العروض التعليمية الفرنسية، ألا وهي التردد على المعارض التعليمية الموجود فيها أيضًا مسؤولي جامعات ومدارس عليا ومن الشبكة الدبلوماسية الفرنسية…
توفير الفرص كافة للطلاب
بعد اختيار الطالب التأهيل المناسب له، يتعين عليه أن يقدم أوراق ترشيحه والتحاقه. ويُنصح الطالب بالقيام بهذه الخطوة في وقت مبكر للغاية في أكبر عدد ممكن من الجامعات أو المدارس العليا كي يزيد من فرص قبوله بها. وبصفة عامة، تتم إجراءات الالتحاق عبر البريد، حتى مع تنامي استخدام البريد الإلكتروني. ومن جهة أخرى، عكفت وكالة إيدوفرانس على الترويج لهذه الوسيلة الإلكترونية في كليات بعينها، مثل الحقوق والاقتصاد والإدارة والفنون.
وبالفعل، تقول بياتريس خياط، المديرة المفوضة للوكالة، بكل سعادة: "لقد وافق عدد من المدارس العليا والجامعات على فكرة طرح ملف موحد للترشيح والالتحاق عبر الإنترنت كي يتسنى لهذه الجهات اختيار الطلاب المرشحين وأن تقوم بالرد على الطلبات قبل المواعيد التقليدية. وعلى الرغم من كون هذا النظام الجديد لايزال استخدامه محدوداً، إلا أننا ننوي نشره على نطاق أوسع، ولا سيما في تخصص العلوم". ومن جهة أخرى، من المتوقع أن تسمح الدفعة التي أُعطيت لشبكة "مراكز ترويج الدراسات في فرنسا" (CEF) (انظر الإطار) بتعميم وسيلة تسجيل أوراق الترشيح والالتحاق عبر شبكة الإنترنت وذلك في الدول التي توجد فيها فروع هذه الشبكة.
وانتظارًا لتحقيق هذا الهدف، وتسهيلًا لعملية ترشيح الطلاب، وهي عملية يمكن أن تتسم بالتعقيد في حالة وجود المتقدمين خارج الأراضي الفرنسية، فقد أنشأت وكالة إيدوفرانس خدمة جديدة، تُعرف باسم "بريما" (Prima)، تقدم يد العون للطلاب الأجانب لتيسير عملية تقديم أوراق الترشيح والالتحاق في إحدى المنشآت التعليمية العليا، وكذلك فيما يتعلق بمتابعة الملف حتى الموافاة بالرد. وتشمل هذه الخدمة، التي تبلغ كلفتها 200 يورو، تغطية المصروفات. وتؤكد بياتريس خياط قائلة: "يستطيع الطلاب المتقدمون، عبر هذه الخدمة، إيجاد محاورين مؤهلين على دراية كاملة بالشبكات التعليمية؛ مما يعظم من فرص المتقدمين في الالتحاق بالجامعات التي وقع اختيارهم عليها". وتبقى خطوة أخيره مفادها أن يحصل الطلاب الأجانب الذين تمت الموافقة على التحاقهم على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الفرنسية، في حال وجودهم في دول تقع خارج نطاق الحيز الاقتصادي الأوروبي، وهي التأشيرة التي ستفتح لهم الأبواب الرحبة لاستكمال دراستهم في فرنسا.
إيدوفرانس، وكالة لها وجود في 49 دولة
أُنشئت وكالة إيدوفرانس في عام 1998 بدفعة من <وزارتي الخارجية والتعليم الوطني. ولهذه الوكالة، التي يرأسها حاليًا السيد تيري أودريك Thierry Audric، شبكة تعكف على الترويج لمرحلة التعليم العالي في فرنسا. وتحظى الشبكة بـ80 فرعًا (وخاصة 29 فرعًا في آسيا و20 في أمريكا اللاتينية) في 49 دولة. وبالإضافة إلى مهمتها الرئيسية التي تكمن في تيسير الحصول على المعلومات المتعلقة بالتعليم العالي الفرنسي وتوجيه الطلاب الأجانب الراغبين في استكمال دراستهم في فرنسا، فإن هذه الهيئة العامة تهدف أيضًا إلى مساندة المدارس العليا والجامعات الفرنسية على الصعيد الدولي: حملات ترويج للعروض التعليمية وانتقاء الطلاب الأجانب وعقد لقاءات مؤسسية… كما تجري الوكالة أيضًا تحليلًا لطلبات الطلاب على المستوى المحلي وكذلك فيما يتعلق بالمنافسة في الدول الأخرى الجاذبة للطلاب الأجانب.
مراكز ترويج الدراسات في فرنسا: نحو جهة إجرائية موحدة
بعد وجودها في الصين والجزائر والمغرب وتونس والسنغال وفيتنام، سيأتي الدور، في مايو/آيار 2006، على المكسيك وكوريا الجنوبية ولبنان والكاميرون ومدغشقر وتركيا؛ كي تستفيد كل هذه الدول من إنشاء فرع من فروع "مركز الترويج للدراسات في فرنسا" (CEP). ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث من المتوقع، ابتداًء من عام 2007، أن يتم افتتاح فروع أخرى لهذه المراكز في كندا والولايات المتحدة وكولومبيا والبرازيل والجابون وروسيا وسوريا والهند.
وتهدف هذه المراكز، وهي إحدى الجهات العامة الموضوعة تحت إشراف السفارات الفرنسية في الخارج والتي تسعى الحكومة إلى إعطاء دفعة لها من أجل تعظيم فرص الجذب التعليمي في فرنسا، تهدف إلى تيسير الإجراءات الإدارية والتعليمية للأشخاص الراغبين في استكمال دراستهم في فرنسا، حيث توفر هذه المراكز نظامًا موحدًا لهذه الإجراءات.
وفي حالة الرد الإيجابي من جانب المنشأة التعليمية الفرنسية على ملف الترشيح، ينظم المركز لقاء مع الطالب ثم يرسل ملفه إلى القنصلية لمنحه التأشيرة. وتجدر الإشارة إلى أن المرور بـ"مراكز الترويج للدراسات في فرنسا"، من خلال فروعها الموجودة في العديد من الدول، هو إجراء إجباري لكل الطلبة، سواء الذين قدموا ملفات ترشيحهم عبر وسائلهم الخاصة أو عبر شبكة إيدوفرانس.
[(تريدون الدراسة في فرنسا… يقدم لكم "حيز الطالب" التابع لموقع الإنترنت لوزارة الخارجية يد العون؛ حيث يعرض عناوين مرشدة عن الجهات المعنية وكذلك معلومات عملية: كيفية اختيار الكلية المناسبة، إجراءات الترشيح والالتحاق، تعلم اللغة الفرنسية، سبل تمويل الدراسة أو وسائل الحصول على وظيفة. فهيا انطلقوا في رحلة المعرفة المثيرة!
www.diplomatie.gouv.frلمزيد من المعلومات:
www.ambafrance-eg.org/cfcc